لما يجب عليك ان تدون حتى و إن لم يكن هناك قراء لتدويناتك ؟

لما يجب عليك ان تدون حتى و إن لم يكن هناك قراء لتدويناتك ؟

التدوين و المدونات ، عبارات شائعة بين محبي عالم الويب عامة و المواقع التقنية خاصة ، نحن كعرب لم نقتبس التدوين كما ينبغي حسب رأيي ، فهناك العديد من الأمور التي تجاهلناها حول شيئ إسمه " التدوين " ، بل و أصبح التدوين متعلقا دائما بجلب الزوار و الربح من الأنترنت و أمور لا بادئ لها و لا نهاية ، فقررت لن اكتب هذا الموضوع ، ربما لأنني اريد ان احكي بعضا مما اشاهده مرارا و تكرارا ، او ربما لأنني فقط اريد ان اطبع كلمات تعبر عن مدى أسفي على عالم " التدوين " ، هذا الموضوع ليس مخصصا للأشخاص الذين يصنعون مدونات من اجل الربح منها ، و لا للأشخاص الذين يروجون لمنتوج ما عبر منصات التدوين ، بل هو موضوع مخصص لكل محب لعالم الكلمات اولا ، و عالم التدوينات ثانيا .. فإن كنت واحدا منهم ، دعني أعطيك بعض الأسباب التي ستجعلك تغير وجهة نظرك إن لم يكن لديك قراء لتدويناتك ، و تجعلك تستمر في الكتابة و الكتابة حتى  إن كنت القارئ الوحيد لهذه التدوينات : 


- التدوين يعني الكتابة .. حتى و إن كنت تكتب لنفسك : 


أعشق الكلمات ! أعشق عندما ادون بلغة غنية بكلماتها ، لغة الضاد ليست كغيرها من اللغات ، بل تلاعب بالكلمات و مشاعر و أحاسيس تعبر عن ذاتها بذاتها عن طريق أحرف مدمجة ، لا يخفى عليك انني من عشاق اللغة العربية أكثر من اي لغة أخرى ، و احب حقا ان اكتب من حين لأخر على الورق ، لكن عالم الأرقام هذا يطرد الأوراق من ادمغتنا ، فكيف لنا ان نمارس ما نحب ؟ هنا يأتي التدوين ، التدوين كتابة قبل كل شيئ ، فالكتابة شغف . لا يخفى عليك انني في بعض الأحيان ادون فقط من أجل الكتابة و ليس من أجل اي شيئ اخر ، لا يخفى عليك أيضا  انني أسعد كثيرا حين اجد كلماتي تقرأ من طرف الأخرين ، لكن حتى و إن لم يكن قراء لأحرف اكتبها بأنامل أصابعي ، فلا يهمني ، فأنا اولا و أخيرا .. أكتب ! 

إقرأ أيضا : 10 مواقع تطور ذكائك و تنعش تفكيرك عليك تصفحها يوميا !


- التدوين .. إستجماع للأفكار : 


إن كنت تعتقد انني الآن لا أملك وقتا سوى للتدوين ، فأنت جد مخطئ ، فأنا ادون الآن لأريح أعصابي ، فقد مررت بأسبوع عصيب و أيام أسوأ ، أعمال من كل مكان تتهافت عليك ، وليس لدي وقت للتدوين ، لكن رغم ذلك ، فأنا ادون ، انا اريح أعصابي ، ربما يجد البعض ان التدوين مهزلة ، فتعامل مع التدوين كأنها كلمات سارية ، أكتب عبارتين و أنشر التدوينة و أجل قراء و زوار لموقع من أجل الربح ، هذه منهجيتنا حاليا ، لكن جرب صديقي المدون ( إن كنت مدون تقرأ تدوينتي هذه ) ان تجرب في أحد الأيام كتابة شيئ طويل نسبيا ، نعم نعم أعلم انك لا تجيد الكتابة على لوحة المفاتيح و اعلم ايضا ان صديقك على الفيسبوك يرسل لك رسائل و لا تجيبه ، لكن جرب يوما ان تختار موضوعا ما ، و تدون عليه بكل ما اوتيت من أفكار ، مع مرور الوقت ، ستدمن على التدوين المكثف ، و ستهرب دائما الى التدوين كلما ضاق بك الأمر . جرب الأمر صديقي ، فهذه نصيحتي لك ، و أسأل مجربا و لا تسأل طبيبا ! . 

- الإرتجال يكتسب مع التدوين : 


ربما سقطت يوما في ذلك الموقف المحرج الذي يسألك فيه شخص ما سؤالا ربما قد يكون لا إجابة له من أساسه ، و ما هدف الشخص من ذلك السؤال سوى إحراجك ، لنطور الأمر قليلا ، ماذا ان كان رب عملك او استاذك مثلا قد طرح عليك إستفسارا او اراد مناقشتك في موضوع ما ، ربما " لا أعرف " أقصر طريق من أجل تجنب صداع الرأس ذاك ! ، لكنك لم تثبث للأستاذ او رب عملك أي شيئ سوى انك واحد من ألف شخص متشابهين كما لو تم نسخهم ، حسنا ، دعني اقول لك ان الكتابة ( و شرحنا ان الكتابة هي التدوين ) اي ببساطة سأخبرك ان التدوين سيطور مداركك و ردود أفعالك في مواقف تتطلب من التفكير السريع و الإجابة المتقنة ، إنه مبدأ الإرتجال ، ان تفكر بسرعة و تعبر عن رأيك في ذلك الموضوع ببلاغة مؤكدة و عبارات غنية و تلاعب كلمات متقن ، سيجعل رب عملك او استاذك او الشخص الذي سألك يقدرك و يقدر أفكارك ، و سيراك من ناحية الشخص الوحيد من الف شخص الغير التابع للقطيع . 

- التواصل : 


أبدأ في التفكير من حين لأخر انني وحيد أجلس على لوحة مفاتيح لساعات ، لا ازيح ناظري عن شاشة الحاسوب ، ربما أشعر بالغربة قليلا حينها ، حتى اجد ذلك التعليق الجميل على احد كتاباتي ، فأتذكر ان هناك اشخاص مثلي يجلسون على لوحة المفاتيح أيضا ، ربما هم ليسو في وضعية تسمح لهم بالكتابة ، لكن تسمح لهم بالتعليق ، ربما أراد ان يتواصل معي بذلك التعليق ، فأبدأ بإجابته و مشاركة الأفكار ، كلنا نتواصل على المواقع الإجتماعية بالطبع ، ربما عن مواضيع تافهة في الغالب ، او تثقيفية أحيانا او ربما مضحكة و مسلية غالبأ ، لكن ان تحصل على تواصل من موقعك حول موضوع إخترته انت و أعجب الأخر ، فهنا ستشعر انك حقا تحتاج الى ان تكتب اكثر و أكثر ، و أن تدون أكثر و أكثر ، حتى تتواصل أكثر و أكثر ، ربما المدونون سيعرفون عن ماذا اتحدث هنا . 

إقرأ أيضا : لهذه الأسباب يجب عليك ان تتخذ من المبرمجين أصدقاء لك !



- كلمات تعبر عن ذاتها : 


انا لا أخبرك في كل موضوع عن شرح لأداة ما و أعطيك رابط تحميلها و أنهي موضوعي ، كثيرة هي المدونات التي تقوم بذلك ، و سأخبرك بكل جرأة ان ذلك ليس تدوينا ، ذلك تسويق لموقعك و لمواد تنشرها عليه ، التدوين أمر مختلف تماما ، دع الكلمات تعبر عن ذاتها ، أكتب ما يدور في خلدك دائما ، و دع الكلمات تستحوذ على عقلك ، انت تكره قراءة المواضيع الطويلة لأنك لا تحب القراءة من أساسه ، اعي هذا تماما ، و اعي أيضا انك تكره كتابة المواضيع الطويلة لأنك لا تملك الكلمات الجميلة المعبرة عما تريد قوله ، و ذلك عائد بالطبع لقلة قراءتك للمواضيع او كتابتها ، لذلك أنت ضائع دائما بين كلمات هجينة بسيطة قد تمكنك من كتابة موضوع حول " رحلتك للذهاب الى عالم الألعاب " و غير قادرة على كتابة موضوع اساسه " الغاية تبرر الوسيلة " ، هذا لأن كلماتك لا تعبر عن ذاتها ، لأن كلماتك .. ضعيفة ، و القراءة أفضل علاج لمرضك هذا ، لا أخبرك ان تقرأ كتابا مثل " مقدمة إبن خلدون " ، بل أخبرك فقط أن تقرأ مواضيع مفيدة من حين لأخر ، لهذا سيفيدك كمدون ، و ستعبر حينها عن ذاتك في التدوينات ، و حينها لن تحتاج لقراء لتدويناتك ، بل ستقرأها انت بذاتك . 

التدوين يا صديقي فن ، فإن لم تكن تجيد هذا الفن ، فليس بالضرورة عليك تشويهه ، كتاباتك و تدويناتك تعبر عن ذاتك أولا ، و بعدها تشاركها مع الأخرين ، ليس بداعي جلب الزوار كما يعتقد البعض ، بل ببساطة ، المشاركة ممتعة ! 

qwetq

مدونة تجيك تكنولوجي : مدونة تقنية متواضعه بها عدد كبير من المواضيع الحصرية والمثيرة فى كثير من المجالات مديرها حمزة محمد عمري 17 سنة وطنى الاردن ولكن مقيم فى مصر بلدي الثانيه اعشق التدوين والتقنية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتشف آخر الأعمال والخدمات التي أقدمها على خمسات